المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالة العالم قبل الإسلام


فارس
08-24-2016, 12:03 AM
كانت شبه الجزيرة العربية محصورة بين دولتين كبيرتين، هما دولة الفرس، ودولة الروم.
وكانت هاتان الدولتان تتحكمان فى العالم فى ذلك العصر الجاهلى،
وكانتا على جانب كبير من الرقى والمدنية، ولكن فيها فساد كبير من
الناحتين الدينية والإجتماعية.
فبلاد الفرس كانت تنتشر فيها المجوسية وهى عبادة النار، وهم
يقولون:
إن الذى يتحكم فى العالم إلهان: إله الخير وإله الشر، وقد انقسموا
إلى مذاهب مختلفة، ولكل مذهب أنصار يعادون ويناوئون أنصار المذهب الآخر.
وبلاد الروم كانت تنتشر فيها المسيحية، وقد انقسم المسيحيون إلى طوائف،
وكل طائفة تناهض الأخرى وتعاديها، فكان منهم من يقول:إن
عيسى ليس له جسد، ولكنه طيف يتبدى للناس، ومنهم من يقول: إن فيه
ناحيتين: ناحية إلهية وناحية إنسانية، ومنهم من كان يعبد مريم، وقد سبب
هذا الخلاف الدينى بلاء كبيرا وشرا مستطيرا.
وأما الناحية الإجتماعية، فقد كان الناس فى بلاد الفرس والروم طبقتين،
أولاهما: طبقة الحكام والرؤساء وهم عدد قليل ضئيل، وثانيتهما:
طبقة المحكومين المرءوسين وهم الغالبية العظمى والكثرة الساحقة، وكانت
الأغلبية المحكومة تقاسى الجور والظلم من الأقلية الحاكمة، إذ كانوا يرهقون
بالضرائب الفادحة، ويعاملون معاملة العبيد، أو بعبارة أخرى كانوا يزرعون
ويكدحون والرؤساء والحكام يحصدون ويتمتعون، وكانت نتيجة ذلك أن
تطلع الشعب فى بلاد الفرس والروم إلى الخلاص من هذا الظلم والطغيان
وإلى تحقيق الحرية والإخاء والمساواة.
وقد كانت الحرب بين الفرس والروم سجالا، فأحيانا ينتصر الفرس
وينتزعون جزءا من أملاك الروم. وأحيانا ينتصر الروم فينتزعون جزءا من
أملاك الفرس وقد كان آخر تلك الحروب هى التى أشار الله إليها فى قوله تعالى:
:a1:
( الم * غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد
غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين لله الأمر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من
يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده
ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * )
صدق الله العظيم
وقد صدق الله وعده بعد ذلك بنصر المؤمنين، فانتصر الإسلام وانتشر
فى بلاد الفرس والروم، وعم نوره العالمين.