أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2015, 08:19 AM
المشرف العام المشرف العام غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 7,334
افتراضي الحوار بين الزوجين (ج2)

هناك عدد من اللاءات التي يجب أن تسود في العلاقة بين الزوجين، منها:

* (لا) لجعل الحوار مناسبة لتقديم الطلبات، فقد انطبع في حس كثير من الأزواج والزوجات بأن مناداة شريكه لجلسة حوار أو محادثة ودعوته بلطف ستعني التمهيد لطلب مال أو خدمة، أو لطلب الصفح عن خطأ وقع فيه أحد أفراد الأسرة أو لأي طلب آخر، ومع أن هذا قد يحدث لكن لا يصح أن يكون حاضرًا في معظم الحوارات.

* (لا) للتهديد: إذا لم نجلس لنتحدث في الموضوع الفلاني فسأذهب لبيت أهلي، ويقول الزوج: إذا لم تقولي ما الذي جرى في غيابي بالأمس فلن تري شيئًا طيبًا، وهذا مرفوض؛ لأنه يضعف العلاقة بين الزوجين، ونحن نريد لها أن تقوى وتزيد صلابة.

* (لا) للتنهد والهمهمة والغمغمة أثناء الحوار، فهذا يعطي انطباعًا للطرف الآخر بأن الكلام غير مفيد، وبأن شريكه لم يعد يحتمل ويطيق ما يجري.

* (لا) لمجابهة الأحلام والطموحات وكسر التطلعات: الزوج: "أحلم بأن أرى أولادي جميعًا بين الرجال العظماء المرموقين"، المرأة: "ما أكثر ما تحلم، كن واقعيًّا وكفى أحلامًا، ابنك فلان نال الثانوية العامة بصعوبة، وابنتك فلانة لا تحب العلم ولا تريد إكمال الدراسة، وابنك فلان..."، هذا غير ملائم، وسيدفع بالزوج في اتجاه صامت، ماذا لو قالت المرأة: "وأنا مثلك أحلم، ولكن تعال نفكر كيف نساعدهم على أن يكونوا جميعًا كما نحلم ونخطط".

* (لا) لممارسة دور الضحية والانسحاب من الحوار بحجة المحافظة على صفاء جو الأسرة، أو راحة أعصاب الشريك: بعض الأزواج والزوجات يضيق ذرعًا بالحوار، ويجد نفسه مغلوبًا أو متورطًا، وما يكون منه إلا أن يترك الجلسة ويقوم معلنًا الانسحاب من أجل عدم إزعاج غيره، فهو في نظره يتنازل ويضحي ولا يعرف أنه بذلك التصرف يؤذي غيره، ويدفع بالأمور نحو الأسوأ.

- الرجل والمرأة كائنان مختلفان:

مهما تحدثنا عن وجوه الاتفاق بين الرجل والمرأة، وعن وحدة الثقافة وما يؤمنه الاعتقاد والتدين من رؤية مشتركة، فالحقيقة الناصعة هي أن هناك اختلافًا في التركيب الجسمي والنفسي والعقلي بين المرأة والرجل، وهذا أدى إلى تباين الوظائف والأدوار في الحياة، حسب الاختلاف بينهم في البنية والتركيب، وكذلك إلى تباين في الطموحات والتطلعات، وتباين المعارف والخبرات.... وحين يكون الرجل والمرأة كيانًا واحدًا هو الأسرة، فإن هذا يعني تعارض الكثير من الأذواق والرغبات والرؤى والمصالح والمعايير، ويعني ذلك: أن على الزوجين أن ينظرا إلى هذا الاختلاف على أنه محور للابتلاء حتى يظهر بوضوح كيف يتصرف كل واحد منهما التصرف السوي والملائم، رغم عدم اقتناعه به على نحو كامل، وحتى يظهر كذلك ما لدى كل منهما من تقوى وورع وتهذيب وخلق وفهم.

إن الاختلاف بين الزوجين يمكن أن يدمر الحياة الأسرية كما يحصل في حالات كثيرة، ويمكن له أن يثري الحياة الأسرية، ويكون مدخلا للشعور بالتعاون والتكامل، على قاعدة: (نختلف لنأتلف) ولعلي أشير إلى شيء من وجوه الاختلاف بين الزوجين عبر هذه النقاط:

1- من الواضح أن شعور الرجل بالحاجة للحوار مع زوجته غالبًا ما يكون أضعف من شعور المرأة، ولهذا فإن الرجل حين تدعوه زوجته للتحدث في أمر من الأمور لا يخطر في باله أن من أهداف هذه الدعوة تحقيق شيء من الإشباع العاطفي لديها، وإيجاد فرصة مناسبة حتى تتحدث، وتجد من يستمع إليها ولهذا فإنه يريد أن يعرف بدقة: لماذا الحوار؟ وعن أي شيء سيكون؟ وما الزمن الذي يتطلبه؟ وإلى أي شيء يمكن أن يفضي في نهاية المطاف؟ أي أنه يبحث عن ملابسات الحوار كما يبحث متفاوضان عن شركتين حين يريدان عقد صفقة من الصفقات.

المرأة في (اللاوعي) لديها لا تريد حلولا جذرية، ولا تريد أن تمضي الأمور وفق منطق صارم، كما أنها لا تريد أن تعرف بدقة الهدف من الحوار ولا مآلاته، وهذا يشكل نقطة جوهرية في فشل الحوار بين الزوجين، وبما أن الفهم هو بداية كل الحلول؛ فإن على الرجل وعلى المرأة أن يحاولا مراعاة بعضهما وسلوك المسلك الذي يلائم الجميع، على المرأة أن تقول لزوجها: أود أن نجلس نصف ساعة لمناقشة موضوع كثرة خروج ابننا فلان من المنزل، وإن لدي بعض الأفكار المفيدة في هذا، وعلى الرجل من جهته أن يتوقع للحوار أن يأخذ وقتًا أطول، وألا يقتصر على موضوع واحد، وقد لا يكون لدى الزوجة سوى فكرة واحدة وليست مجموعة أفكار، وعليه أن يتقبل كل هذا برحابة صدر، فهذا ما يلاقيه كل رجل في كل مكان في العالم.

2- حين يواجه الرجل مشكلات خارج المنزل، في عمله أو مع بعض الناس، فإن من طبيعته الميل إلى التكتم عليها وعدم مفاتحة أهله بها، وذلك لأنه لا يريد أن يثير قلقهم، وهو يعرف أنهم في الغالب لا يستطيعون مساعدته، ولا يعرفون ما يحدث هناك، ولهذا فإنه يحب حينئذ أن يعتزل أهل بيته، وأن ينصرف إلى التفكير المنفرد.

المرأة بما لديها من حب لزوجها وبما لديها من نبل وشفقة تود أن تعرف تفاصيل ما حدث معه، وتعرض ما لديها من مقترحات، لكنها تفاجأ برفض زوجها لذلك التعاطف، وبرودة استقباله لكلامها، فيؤدي ذلك إلى انزعاجها.. والموقف الصحيح الذي كان عليها أن تقفه هو ترك الرجل وشأنه، وتقديم الدعم النفسي له: أنا أعتقد أن المشكلة عابرة وصغيرة، وأنت قد تجاوزت ما هو أكبر منها، وعلى العموم حين تجد لديك رغبة لنتناول مع بعضنا فنجان قهوة أخبرني، وإذا كنت تود أن أرسل لك بشيء الآن أرسلته... أما المرأة؛ فإنها حين تواجه مشكلة، فإنها تجد في التحدث إلى زوجها وأولادها أو صديقاتها ما يخفف من كربها وتأزمها، وهي تشعر أنها حين تحكي ما جرى لها وما عليها أن تفعله، بأنها تروض الانفعالات المزعجة التي تعاني منها، إن المرأة في هذه الحالة لا تنتظر في المقام الأول حلولا لمشكلتها، لكنها تبحث عمن يصغي إليها، والرجل لا يعرف - في الغالب - هذا المعنى، ويقيس زوجته على نفسه، ويتركها تواجه مشكلاتها وحدها، مما يؤدي إلى عتبها عليه، وشعورها بأنه غير مهتم، ولا يعتمد عليه في الشدائد، إن هذه المعرفة بتفاوت الطباع والتطلعات تفتح لنا سبلا للفهم والتفاهم.

3- من الواضح أن المرأة تظهر قدرة على الكلام والنقاش أكبر مما يظهره الرجل، وتُظهر قدرة على الخروج عن الموضوع الأصلي في الحوار، ثم العودة إليه بسلاسة أكبر مما يظهره الرجل، ولهذا فإنه حين يتحاور الزوجان فإن المرأة تكثر مقاطعة الرجل، وتظن أنه ليس ثمة مشكلة في ذلك؛ لأنها لا تجد صعوبة في مواصلة حديثها والتفاهم مع من أمامها، ولو كثرت المقاطعات والاستطرادات، وحين توجه إلى الرجل سؤالا أثناء الحوار، ويتأخر عليها في الجواب، فإنها تستغرب من ذلك، وتسارع إلى القول: إنها أفحمته ولم يعد لديه ما يقوله، وفي بعض الأحيان تظن أنه من خلال تأخره في الجواب يبحث عن حيلة أو مخرج أو شيء من هذا القبيل، إن على الرجل أن يعود زوجته على التكلم ببطء والتفكير في الكلمة قبل النطق بها، وعليهما أن يتعودا عدم المقاطعة لبعضهما أثناء التحدث والحوار، ولا سيما عند بحث القضايا المهمة والمشكلات الملحة؛ لأن بحثها يحتاج إلى هدوء وتركيز.

إن المرأة وهي تحاور تستجيب أكثر لعواطفها، وهذا يجعل إطلاقها للأحكام أسرع، وربما حسمت بعض القضايا الكبرى - طلب الطلاق - مثلا بسرعة البرق، وليس الرجل كذلك، المطلوب من الأزواج تعاطف وتواصل أفضل مع نسائهم في أوقات الأزمات، ومطلوب من المرأة أن تدرك أن بطء زوجها أثناء الحوار وأثناء إصدار القرارات هو لمصلحة الجميع.

إن الحرص على المزيد من الفهم المتبادل سوف يساعد الزوجين على تجاوز الصعاب والأزمات، وسوف يجعل حياتهما الأسرية أهنأ وأجمل وأهدأ.

وأخيرًا: لعل هذه النقاط تسهل عملية الحوار بين الزوجين وتجعلها أكثر إيجابية.

1- تخصيص وقت يومي - ولو نصف ساعة - للجلوس سويًّا للحديث في أي شيء.

2- يشترط أن يكون الحوار في مكان هادئ وأن يكون ممتعًا مع حسن الضيافة.

3- الالتزام بهذا الوقت المخصص ما أمكن، وقد تكون السيارة مكانا للحوار حيث تكونان وحدكما ومتفرغين من العمل والمشاغل.

4- يمكن تقسيم الجلسة إلى جزأين، جزء تستفيدان منه في قراءة مشتركة لشيء مفيد لتطوير ذواتكما، وإيجاد السعادة في حياتكما، والجزء الآخر يكون مفتوحًا للحوار.

وبالتدريج مع الممارسة ستجدان أن هذه الجلسة أصبحت جدًّا ممتعة ومفيدة ولا يمكنكما الاستغناء عنها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM.