أهلًا و سهلًا بكـ يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا .

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2015, 09:09 AM
المشرف العام المشرف العام غير متواجد حالياً
مشرف عام
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,132
افتراضي عشرون نصيحة لأختي قبل الزواج -13

النصيحة الثالثة عشرة

قد تَكونُ الغيرةُ عادَةٌ شريرةٌ

لا يفوت عن علمكِ – رعاك الله – أن من الغيرة ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، والمحمود منها ما هو واجب، ومنها ما هو مباح، ومثل الواجب الغيرة على حرمات الله تعالى، وهذا ما يغار عنده الله تعالى، ويغار عنده رسولُه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ) والله ما من أحد أغير من الله أن يزنى عبده أو تزني أمته ( الحديث، متفق عليه.

وعندهما عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ( الحديث.

وعن عقبة بن عامر الجهنيى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ) غيرتان إحداهما يحبها الله عز وجل والأخرى يبغضها الله: الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في غير ريبة يبغضها الله ( الحديث رواه أحمد والطبراني، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": رجاله ثقات.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ) الغيرة غيرتان غيرة حسنة جميلة يصلح الرجل بها أهله وغيرة تدخله النار ( رواه الضياء في " المختارة ".

والغيرة المباحة: محبة كسب الخير من غير تمنٍّ لزواله عن الغير أو كراهة لنزوله عليه.
فمسارعة الزوجة إلى ما يحب زوجها، وتمنيها أن يكون خيره من نصيبها من الغيرة المباحة من غير إضرار بالغير، وقد جُبلَ – بنات جنسك - النساءُ على الغيرة، ولو سلِم أحدٌ من نساء العالمين من الغيرة لصان الله منها نساء المصطفى صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فقد نقلت عنهن أخبارٌ عجيبة من الغيرة الشديدة عليه صلى الله عليه وسلم، وكل واحدة منهن تسعى إلى أن تكون أفضل أزواجه، ولكن حاشاهن من الظلم والتجني على الغير، بل كانت غيرتهن دليلاً على عظم محبتهن للنبي صلى الله عليه وسلم، وعلى كرم خلقه صلى الله عليه وسلم الذي جعل تلك النساء مع كثرتهن يتسابقن إلى حبه والقرب منه، وإنما المذموم من الغيرة هو ما يصل إلى صورٍ منها:

[ 1 ] الافتراء على الغير وغيبته.
فهذه غيرةٌ فتاكة، أوقعت في الظلم والتجني، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، والظلم ظلمات يوم القيامة، والله تعالى يقول:  ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون ، والأدلة في الترهيب من الظلم كثيرة جداً، وكذا ذكر أختها بما تكره من وصف، فهذا من الغيبة التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استعظم النبي صلى الله عليه وسلم مقالة ربما قالت المرأة اليوم في صاحبتها أكبر منها، فروى أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها: قالت: قلتُ: ) يا رسول الله حَسْبُكَ من صفيّةَ قِصَرها، قال: لقد قلتِ كلمة لو مُزِجَ بها البحر لَمَزَجَتْهُ (.
فقط!؛ قالت عن زوجته الأخرى: قصيرة! في سياق الذم والعيب!، فاستعظم النبي صلى الله عليه وسلم جرم هذه الكلمة بأنها من سوئها لو مزجت بماء البحر لغيرته!.
فكيف بتفكّه عمومِ النِّساء بأعراضِ النساء؟!، والله المستعان.
فإياكِ أن تحملك الغيرة على تنقّص الأخريات خاصة إن كنّ من زوجاته أو أخواته أو أمه، فإن هذا من أعظم أسباب مقت الله، ومقت الزوج.

[ 2 ] سؤاله طلاق ضرتها.
فهذا أيضاً فرع من الظلم، وقد ورد بخصوصه الترهيب على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ) لا يَحِلُّ لامرأة أن تسألَ طلاقَ أُختها لِتَسْتَفْرغَ صَحْفَتها، ولَتْنكِح، فإنما لها ما قُدِّر لها (.
فلها ما قدّر لها من النفقة والمبيت والمحبة وحسن العشرة، فالحذر الحذر من جموح الغيرة إلى طلب طلاق زوجته إن كان متزوجاً.

[ 3 ] الشك في الزوج والتجسس عليه.
وهذه آفة خطّافة حملت الكثير من النساء على التجسس على الأزواج بوسائل عدة من أنواع التجسس والبحث عن الأسرار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِيَّاكُم والظَّنَّ، فإنَّ الظنَّ أكذبُ الحديثِ، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجسَّسُوا، ولا تَنَافسُوا، ولا تحاسَدُوا، ولا تَبَاغضُوا، ولا تَدَابَروا، وكُونوا عبادَ اللهِ إِخوانا كما أمرَكُم، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُهُ، ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا - ويشير إِلى صدره - بِحَسْب امرئ من الشَّرِّ أن يَحْقِر أخاه المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلم حَرَام: دمُهُ، وعِرْضُهُ، ومَالُهُ، إِن الله لا ينظر إِلى أجسادكم، ولا إِلى صُوَرِكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأَعمالكم ) متفق عليه.
وهذا الحديث جامع شامل لما يجب أن تتفطن له المرأة، وفيه من قواعد العشرة الكثير، خاصة لمن تزوج أكثر من امرأة من الحذر من التحاسد والتباغض والتدابر والظلم والخذلان والاحتقار، والتجني على المال والعرض والدم، وفيه الحث على الإخوة والتحابب، ومحل الشاهد منه النهي عن التجسس، وعاقبته وخيمة في حال انكشاف أمره للزوج، بل انتهى في غير واقعة إلى الطلاق والافتراق.

قال أبو الأسود لابنته:

[ 1 ] إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق.
[ 2 ] وامسكي عليه الفضلين: فضل النكاح وفضل الكلام.
[ 3 ] وكوني كما قيل:
خذي العفو مني تستديمي مودتي

ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

وفي " الأغاني " عنه أنه قال لابنته ليلة البناء: أي بنية، النساء كن بوصيتك وتأديبك أحق مني، ولكن لا بد مما لا بد منه.
يا بنية: إن أطيب الطيب الماء، وأحسن الحسن الدهن، وأحلى الحلاوة الكحل.
يا بنية: لا تكثري مباشرة زوجك فيملك، ولا تباعدي عنه فيجفوك ويعتلي عليك، وكوني كما قلت لأمك:
خذي العفو مني تستديمي مودتي
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب

قلت: ثم يجدر التنبيه أن المحبة أضرب وأنواع، فليس كلّ حبٍ يكون للزوجة من زوجها، فحب البرّ والصلة للأم وأولي الأرحام، وحب العطف والرعاية لسائر العيال، وحب الصداقة والصحبة للإخوان والأصدقاء، وحب الألفة والمودة هذا هو نصيبك من حب الزوج.

فلا تخلطي بين أنواع المحبة فتدخلي في طريقٍ غير طريقك، وتطالبي بحقٍ ليس هو من خاصة حقوقك.

فلا يحملك حب الزوج لأمه وأخته وولده وصديقه على فرط الغيرة، وتنغيص محبته لمن يحب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 AM.